سعدت جدا باهتمام فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالإعلام المصرى وترؤسه اجتماعا هاما لبحث حال الإعلام وآفاقه المستقبلية بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء (مهندس)، وخالد عبدالعزيز رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (مهندس)، وعبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة (مهندس)، وأحمد المسلماني ، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (صحفى وإعلامى) وإشادة فخامته بالدور الذى يضطلع به الإعلام المصري فى بناء الشخصية الوطنية وتشكيل وعي المواطنين وتعريفهم بالمستجدات والتطورات على الساحتين المحلية والدولية وإبراز الإنجازات المحققة والارتقاء بالذوق العام وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية.
وسعدت جدا بتوجيهات فخامة الرئيس بوضع خارطة طريق لتطوير الإعلام المصري بالاستعانة بكل الخبرات والكفاءات المتخصصة، وزادت سعادتى بتوجيه فخامة الرئيس بإتاحة البيانات والمعلومات للإعلام، خاصة فى أوقات الأزمات التى تحظى باهتمام الرأى العام.
غير أننى كدت أطير فرحا بتأكيد فخامة الرئيس على أهمية الانفتاح على كل الآراء، بما يرسخ مبدأ الرأى والرأى الآخر داخل المنظومة الإعلامية المصرية.
وسأسمح لنفسى ـ كدارس للعلوم السياسية وكدارس للإعلام والرأى العام على يد العملاق حامد ربيع رحمه الله، وكممارس للإعلام منذ تخرجى من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالتحاقى بالهيئة العامة للاستعلامات والإذاعة المصرية والقسم الخارجى بصحيفة المساء ثم التحاقى بصحيفة الجزيرة السعودية ثم مكتب صحيفة الندوة السعودية بالقاهرة ثم مكتب وكالة الأنباء السعودية بالقاهرة، ثم تشرفى برئاسة المكتب الاعلامى لسفارة مصر بالجزائر العاصمة ثم رئاستى للمكتب الاعلامى بسفارة مصر فى أبو ظبى، فضلا عن تشرفى باختياري كأحد الخبراء للتدريس فى قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس، بالإضافة إلى تشرفى بعضوية نقابة اتحاد الكتاب المصريين ـ أن أدلو بدلوى عسى أن يكون فيه ما يفيد الإعلام المصري الذى نتمناه أحد عناصر قوة مصر الناعمة وأحد عناصر ريادتها.
فى رأيى المتواضع أن أول ما يجب أن تركز عليه وتوصى به خريطة الطريق لتطوير الإعلام المصري، تسريع الخطى نحو ديمقراطية حقيقية، فلا إعلام جيد بدون ديمقراطية، ولا إتاحة للمعلومات أو بالأحري لا شفافية بدون ديمقراطية حقيقية، ولا تواصل حقيقى بين الإعلام والرأى العام بدون ديمقراطية.
الديمقراطية الحقيقية تعنى تعددية حقيقية وأحزاب حقيقية فاعلة، والأحزاب القوية الفاعلة تعنى صحافة حزبية قوية وتعنى ساسة على مستوي عال، وتعنى إفساح المجال للرأى والرأى الآخر.
ولعل أول بشريات الحرص على التوجه الديمقراطى إفساح المجال أمام قامات إعلامية وصحفية وأكاديمية وسياسية وادبية للمشاركة فى رسم خريطة الطريق حتى لو كانوا من أصحاب الآراء المختلفة والجريئة، فالمفترض أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية.
كل التحية لفخامة الرئيس السيسى أن فكر فى حال الإعلام المصري وكيفية النهوض به، ويبقى الاجتهاد والإخلاص فى التنفيذ بما يحول الأفكار و الأمنيات إلى حقائق وبما يعيد للإعلام المصري بريقه وريادته، وليكون بحق كما علمنا الدكتور حامد عبدالله ربيع خط الهجوم الأول وخط الدفاع الأخير عن الوطن، واضيف اتمنى ان يكون الإعلام خط الهجوم وخط الدفاع الأول عن مصالح الجماهير وحقها فى التعبير واختيار من يمثلها ومن تقرأ له ومن تراه وتتابعه على الشاشات، فالجماهير هى التى تعطى شهادة الجودة للإعلام وهى التى تكتب له الحياة والنمو والازدهار.
-------------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج







